القائمة الرئيسية

الصفحات

التعليم التقليدي والتعلّم الحديث


التعليم التقليدي والتعلّم الحديث

التعلم التقليدي والتعلم الحديث

مقدمة :

 قد يعتقد البعض أن الفرق بين التعلّم الحديث والتعليم التقليدي هو في استخدام الوسائل التعليمية ,  كالسبورة والكتاب بالنسبة للتعليم التقليدي واستخدام الأجهزة الحديثة كالسبورة اللكترونية واستخدام الايباد والانترنت بالنسبة للتعلم الحديث .
في الحقيقة هذه مقارنة غير دقيقة ,  فالاقتصار على أدوات التعليم البسيطة لايعني بالضرورة أنه تعلم تقليدي , كما استخدام الأجهزة العصرية المتطورة في التعليم لا يعني أننا نقدم تعلّم حديث بالضرورة .
فالتدريس الذي يقوم على الاستظهار غيبا للمنهج دون فهم وتطبيق ودون أي دور يقوم به الطالب أو رأي يبديه ,  لا  يرتقي لأن يصنّف كتعليم وهو لايرتقي لوصفه بالتعيلم التقليدي أو أي أسلوب تعليمي آخر .

التعليم التقليدي :

عندما نطلق مصطلح تقليدي بالعموم فذاك يعني الرجوع للأصل والأساس
وبالنسبة للتعليم التقليدي , نقصد به التعليم المعهود أو التعليم المألوف المناسب للعادات والتقاليد والأعراف , وقد كان هذا الأسلوب في التعليم من أنجح أساليب انتاج  المعرفة عندما كان دور المدرسة هو نقل المعارف والثقافات من جيل إلى جيل .
فقد كان دور المتعلمين في الأوقات القديمة حفظ المعارف والثقافة ونقلها للجيل الجديد .
في وقت كانت فيه الوسيلة الوحيدة لحفظ ثقافة المجتمعات وعلومهم هي مخطوطات يدوية تستغرق جهدا ووقت طويل للاحاطة بها جميعا .
فكان لابد من استخدام الذاكرة البشرية لحفظ وتخزين ونقل وتطوير هذا التراث المعرفي الضخم .
ولاتزال بعض العلوم إلى وقتنا الحاضر تحتاج هذا النهج في التعليم كحفظ متون الشعر القديم وعلوم القرآن الكريم والحديث الشريف وبعض أصول اللغة .

آلية تطبيق التعليم التقليدي :

في التعليم التقليدي تقع المسؤلية كاملة على المعلم في تحضير وتقديم المحتوى العلمي للطلاب ويقتصر دور الطلاب على التلقي من المعلم واستظهار المادة العلمية المقدمة من المعلم دون أي دور للطالب في إنشاء وتكوين أو البحث عن المعرفة .
وغالبا تستخدم طريقة المحاضرة لتقديم المحتوى ويترك وقت للمناقشة يحدده مدير العملية التعليمية وهو المعلم , أما وقت التفاعل بين الطالب والمادة العلمية يكون غالبا في البيت وفي غياب المعلم , فوقت اللقاء بالمعلم ثمين وضيق يكتفي فيه المتعلم باستقبال وتدوين المعلومات فقط .

ميزات التعليم التقليدي:

    *  يعتبر التعليم التقليدي جيدا في تلقي بعض العلوم النقلية القائمة على الحفظ والاستظهار .
    *   يمتاز التعليم التقليدي بالاتصال المباشر بالمعلم الذي يعتبر من أقوى أنواع التواصل حيث يحقق نقل المعلومة متزامنة بالاحاسيس والمشاعر .
    *  اختصار الوقت ميزة مهمة في التعليم التقليدي وهو الاسلوب المتبع في المؤتمرات الكبيرة للاستفادة قدر الامكان من التواجد النادر لبعض الخبراء , أو عند ضخامة المنهاج وضيق الوقت .
    *   التعامل مع الاعداد الكبيرة خصوصا في الجامعات والمؤتمرات .
    *    يحل التعلم التقليدي أزمة نقص أعداد المعلمين المحترفيين .
   *     يمكن تطبيقه في بيئات مختلفة خصوصا في غياب وسائل التقنية .

عيوب التعليم التقليدي :

دور الطالب سلبي خلال تلقي المعلومة .
يقتصر على مستويات التعلم الدنيا كالاستظهار والفهم ولايصل إلى مستويات التفكير العليا كالتحليل والتطبيق والتقييم .
لا يصلح لكثير من العلوم كالرياضيات والفيزياء و باقي العلوم التطبيقية .
اعتماد التعليم التقليدي في كل العلوم يؤدي إلى قتل مهارات التفكير والتفكير الناقد والتفكير الابداعي لدى المتعلمبن .
* ممل للطلاب ومتعب للمعلم ولايحقق نتائج التعلم المرجوة بشكل كامل .
لا يتوافق مع النمو التقني المعلوماتي الكبير الذي حصل منذ بداية القرن العشرين .
*  يركز على المنهج ولا يراعي الفروق الفردية أو ميول ومهارات المتعلم .


التعليم الحديث :

في ظل تفجر ثورة المعلومات والتكنولوجيا ظهرت أنماط كثيرة في التعليم كنظم التدريب والتعلم الالكتروني والتعلم عن بعد وغيرها , وبالنسبة لنا في التعليم النظامي المدرسي , يعتبر التعلم الحديث هو التعلم المبني عل أسس وقواعد وضعها علم النفس التربوي , والذي يلبي حاجات وتوجهات المتعلم مراعيا امكانياته وقدراته .
يكون المتعلم فيه هو المحور الأساسي في عملية التعلم وليس المعلم أو المنهاج كما في التعليم التقليدي .
ويقوم المتعلم بالبحث واكتشاف المعرفة بنفسه ولا تقدم له جاهزة من قبل المعلم أو المنهج المقرر .
إذا فالتعلّم الحديث فكر وأسلوب  قبل  استخدام الأدوات والوسائل الحديثة .

تعليم تقليدي وتعليم حديث


 فمثلا لو كتبت محاضرة على موقعي الالكتروني وطلبت من طلابي دخول موقعي ونسخ المحاضرة وحفظها , فأنا بذلك مازلت أقدم تعليم تقليدي رغم استخدام وسائل تعليمية حديثة , قد رأيت الكثير من المعلمين يستخدمون الألعاب والأوراق الملونة ووسائل العرض الحديثة , ولكنهم مازالوا ضمن إطار التعلم التقليدي الذي لايسمح لشخصية المتعلم بالظهور وابداء الرأي وتقييم المادة العلمية .

إذا فالتعلم الحديث نهج وليس شكل .
وظهرت أنواع كثيرة لأنماط التعلم الحديث كالتعلم الاستكتشافي والتعلم التعاوني والتعلم السريع والتعلم النشط وجميعها تركز على إلقاء مسؤولية التعلم على المتعلم وليس والمعلم .

دور المعلم في أنماط التعلم الحديث :

تحول دور المعلم في التعلم الحديث من تحمل كامل مسؤولية التعليم إلى إدارة عملية التعلّم , فالمعلم في التعلم الحديث موجه وميسر ومساعد , يراقب ويوجه المتعلمين في الوصول للمعرفة واكتساب المهارات , يقدم نصائح وتوصيات , ويقترح أنشطة ويشارك كمراقب لا كمقدم معلومة .


ميزات التعلم الحديث :

        يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين .
        ينمى التفكير الابداعي والناقد لدى المتعلمين .
        يكسب المتعلمين مهارات البحث والتعلم الذاتي لتحقيق التعلم المستمر .
         ممتع وجذاب ومحبب لدى المتعلم .
        يساعد المتعلم خصوصا في مراحل العمر المبكرة على تكوين شخصيته وافكاره الخاصة .
         امتلاك مهارات البحث العلمي يساعد على تطوير العلوم وتقدم البلدان .
        القدرة على توظيف العلوم المدرسية في الحياة الاجتماعية بصورة صحيحة وفعّالة .
         ينمي لدى المتعلمين روح التعاون ضمن المجموعة .


صعوبات تطبيق التعلم الحديث :

         عدم وجود عدد كاف من المعلمين المدربين المؤهلين .
     لايتناسب مع وجود الأعداد الضخمة داخل قاعات الدراسة .
      لايتناسب مع ضخامة المناهج وضيق الوقت .
       يحتاج قياس نواتج التعلم لآليات خاصة لم تتوفر بشكل كاف في معظم الدول العربية.
        ينظر الأهل للتعلم الحديث على أنه غير مجد ومضعية للوقت .





هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع