كنوز الأجداد
كثيراًما لفَتَتْ نَظَري تِلكَ الأعمِدةُ المتربعةُ وسَطَ السّاحةِ الكبيرةِ في المدينةِ ,
فوَجَدتُني أسألُ نفسي : ما الفائِدةُ من الآثارِ ؟ وما سرُّ الاهتمامِ بها ؟
سألتُ المعلمةَ هذا السّؤال , فتوجهتْ إليَّ بالسؤالِ الآتي :
هلْ جَدّكَ على قَيدِ الحياةِ يا سميرُ ؟
أجبتُ : لا... فقد توفيَّ منذُ سنواتٍ .
قالت : هلْ تحتفظُ بذكرى مِنهُ ؟
أجبتها : نعم ... أحتفظ بساعتهِ , وبعضِ كُتُبهِ .
ابتسمت المعلمةُ وقالت : ولماذا تحتفظُ بأشياءِ جدّكَ وهي قديمةٌ ؟
أجبتها : تعبيراً عن حُبي لهُ و تخليداً لذِكراهُ .
وهنا قالت المعلمةُ : وهلْ تقتصرُ آثارُ الأجدادِ على هذهِ الأشياءِ ؟
بالطبعِ لا , بل تشملُ كلَّ ما ترَكَهُ لنا الأجدادُ
من مدنٍ وقلاعٍ وحصونٍ ومسارحَ وغيرها ,
ثُمَّ سألتنا قائلةً : ما أهميةُ هذهِ الآثارِ؟ و لماذا نحافِظُ عليها ؟
وأعطتنا فرصةً لنحاورَ في زَمنٍ محددٍ , ثُمَّ نعرضُ إجاباتنا .
بعدَ انتهاءِ الوقتِ الذي حَدَّدتهُ لنا نا قشتنا فيما توصلنا إليهِ , ثمَّ قالتْ :
توصَّلنا معا يا أبنائي إلى أنَّ للآثارِ أهميَّةٌ كبيرةٌ , فهيَ التي تربِطنا بأجدادنا وتطلعنا
على ما تركوهُ من عًلومٍ , وتضعُ بينَ أيدينا تاريخهمُ المُشرقَ وحضارتهمُ التي سطعَتْ
على البشريةِ .
ثمَّ تابعتْ قائلةً : ما الذي تفعلهُ الدَّولةُ للحِفاظِ على هذهِ الآثارِ ؟
قالَ مُرادٌ : تحرص على صِيانتها وترميمها .
وقالتْ سَحرُ : تحميها منَ السَّرقةِ أو الأذى الذي قَد يصيبها .
المعلمة : هل عرفتم يا أبنائي فائدةَ الآثار وقيمتها ؟
قلتُ : نعم يا معلمتي , فأنا افتخر بانتمائي إلى بلد قدَّمَ للعالمِ إنجازاتٍ علميَّةٌ وثقافيَّةٌ
لا نظير لها , وهذه آثارنا دليلٌ على تِلكَ الانجازات .
تعليقات
إرسال تعليق